موضوع: الأنحراف في التعامل مع الجنس الأخر 5/3/2008, 09:10
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن عصرنا هذا أسوأ عصر في تاريخ البشرية، من حيث الإغراءات والسهام الشيطانية.. وعليه، لا بد من أن نقف موقفاً متأملا في هذا العصر، وما فيه من صور الإغراء.
- الانحرافات في التعامل مع الجنس الآخر:
إن المرأة التي لا تريد أن تكون مقاومة في حركة الحياة، وكذلك الرجل؛
هما أضعف ما يكون في مقابل موجة الشهوات العارمة..
فمسألة الشهوات ليست قضية أخلاقية محضة،
وهذه الأيام تُصنف الشهوات المعاصرة في خانة الإدمان..
فدولياً وعالمياً صنفوا الجلوس أمام التلفاز، وأمام الإنترنت لفترات غير متعارفة، بأنه داء ويحتاج إلى علاج نفسي.. وكذلك الذين يدمنون الجلوس على الجهاز، فكيف إذا كان الجلوس محرماً؟!.. - إن هذه الانحرافات النظرية والصورية والسمعية، تُغير من تركيبة الإنسان الباطنية.. فالإنسان الذي لا يُراقب نظره، ولا يُراقب سمعه، ولا يُراقب خياله.. هذا الإنسان له حالة من حالات الانقلاب في الذات، وحالة من حالات الخروج عن الحالة السوية.. والفرد الذي لا يُراعي الحدود الإلهية في هذا المجال، يصل إلى درجة أنه عندما يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، يقول: بأن الأمر ليس بيدي. منافذ الشيطان إلى قلب بني آدم: أولا: مسألة النظر: لقد صنف القرآن الكريم مسألة النظر إلى شعب: هنالك نظرة للحقيقة الخارجية: كنظرة الرجل بريبة إلى امرأة لا تحل له.. وهنالك نظرة إلى الصور المنعكسة: سواء في الفضائيات، أو في الأقراص المُدمجة، أو على صفحات الإنترنت. - إن النظرة ليست عملية كاميرا تلتقط الصور فحسب!.. فالبعض يعتقد أن النظر إلى هذه الصور المحرمة لإنسان متزوج ومتحصن، وخاصة إذا كان مع وجود الزوجة، ليس جريمة، فهو معه زوجته ولا يُخاف عليه من الحرام؛ لأنه ليس شاباً مراهقاً أعزباً.. ولكن القضية أعمق من هذه النظرة الساذجة البسيطة: - النظرة هي صور في الخلايا الحساسة في المخ.. إن هنالك -حسب التحقيقات الطبية- خلايا في الذهن البشري، وهذه الخلايا مسؤوليتها الاهتمام بالملفات الساخنة.. فالشاب الذي يتابع المباريات –مثلا- هذا الإنسان شاب، ذهنه متأقلم مع هذا الأمر الشاغل له.. وبالتالي، فإنه يبدع في التكهن والمتابعة، ويذهب للنوادي؛ لأن الملف الحاكم على ذهنه هو الرياضة مثلاً.. والإنسان الشهواني الذي ينظر إلى هذه الصور المحرمة فالقضية ليست قضية صور في شبكية العين، إنما هي صور في هذه الخلايا الحساسة في المخ- فهذا الرجل يتحول إلى موجود بهيمي، ينظر إلى نساء الغير، وهو يعتقد بأن له مجوزا شرعيا، وأنه في أمنٍ من الانحراف.. وينظر إلى النساء في الشارع وكأنهن عاريات، وينظر إلى زوجة الصديق فيتمناها لنفسه، فيصلي بين يدي الله -عز وجل- وهو يفكر في خطة من الخطط، للوصول إلى مآربه.
- النظرة تغير التكوين الباطني للفرد.. إن المرأة التي تجد زوجها عاكفاً على هذا الحرام، لابد وأن تلتفت إلى أن هذه النار سوف تصل إلى عشها الزوجي.. فالذي يفكر بهذه الطريقة، والذي ينظر إلى أجمل الوجوه في الأرض، وإلى هذا الكم الهائل من الصور المحرمة -فالذهن البشري هبة إلهية فالذي يكثر من النظر، هنالك ألبوم في داخل وجوده، يُسجل هذه الصور أولا- وبعد ذلك ينظر إلى زوجته، فيجعلها صورة من هذه الصور، وإذا به يراها باهتة جداً،عندما يقيس هذه الزوجة المؤمنة العادية، إلى ملكات جمال العالم التي رآها بأية كيفية من خلال المواقع والفضائيات.. وبالتالي، فإنه من الطبيعي أن هذا الإنسان، سوف لن ينظر إلى هذه الزوجة بوصفها الإيماني، بل بوصفها المادي والجسدي، والتي لا يمكن أن تدخل في سباق مع هذه الوجوه.
هذا الجـــــزء الأول من المحاضره.. نقلتها لكم من موقع السراج.. لشيخ حبيب الكاضمي حفظه الله ارجو لكم الفائده.. يُــتبع
*الكوثر* الرتبة
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 02/03/2008
موضوع: رد: الأنحراف في التعامل مع الجنس الأخر 5/3/2008, 09:11
اليكم الجــــــــ الثاني ــــــزء من المحاضره
إن الخطوة الأولى في هذا المجال، هو أن نقطع الفساد من مادته..
فهذا الجدول من الحبر الأسود، عندما صب في حوض النفس،
هذا الحوض الزُلال البرئ الهادئ النقي،
من الصعب جداً إرجاع ماء الحوض إلى الماء المطلق،
بعد أن تكدر بكل أجزائه.. فزجاجة صغيرة من الحبر الأسود،
بإمكانها أن تلوث حوض سباحة كبير، والتنقية بعد ذلك تكون صعبة..
وإذا تلوث الذهن بهذه الصور، فإنها تغير التركيبة الفسيولوجية
والسيكولوجية لهذا الإنسان.. ورب العالمين له عقوبات في هذا المجال..
ففي القرآن الكريم وروايات أهل البيت -عليهم السلام-
بل المراد هو وضع الساتر الذي يجعل المرأة في أمن من النظر المريب..
وإلا فما الفائدة من وضع الحجاب، إذا تحول الحجاب إلى زينة في حد نفسه..
أو أن الحجاب الذي يراد منه أن يكون حائلاً، وإذا بالحائل يكون جاذباً؟!..
وهذه الأيام المحلات والشركات تتفنن في هذا المجال،
والحجاب الذي يفصل الجسم تفصيلاً، لا يعد حجاباً بكل معنى الكلمة..
والمرأة السافرة هل تريد أن تعرض هذا الجمال في الأسواق؟..
فإذا كانت متزوجة، فإن هذا الجمال وهذه المفاتن خاصة للمحرم (للزوج)،
وإلا فإنه ينطبق عليه مبدأ الاشتراكية والشيوعية لكل أحد.. فإذن، ما وزن الزوج، وما قيمة محرميته، إذا كان لكل الناس؟..
فالبنت التي تبرز للشارع بهذا الشكل الفاتن، كأنها تريد أن تقول للمؤمنين بلسان الحال:
أنا لست كفؤاً لكم.. ويا فسقة الناس!.. هلموا إلي أنا الذي أصلح لكم!..
والمرأة التي تخرج إلى بعض الأماكن المشبوهة، وأماكن تواجد الشباب المعاكسين،
فهذه المرأة بلسان الحال تقول: أنني أنا صيد لكم، هلموا إلي!.. والمرأة ضعيفة جداً أمام الكلام المعسول.
- إن الإنسان عليه أن يكون هادفاً في حجابه، ( لا ) إرضاءً للناس ، وللأبوين، ولإمام المسجد، أو لعرف اجتماعي..
فالحجاب يجب أن يكون كاملا، والاختلاف فقط في الوجه والكفين: بين مانع، ومجيز..
أما الرجل فإنها تُستر بشكل كامل، وكشفها يكون في الصلاة فقط.. لذا على المرأة أن لا تستهين بخصلة من شعرها،
فالذي يتعدى حدود الدولة، ويخطو خطوة واحدة خلاف الخطوط المرسومة، فإنه يُرمى ويُقتل بعنوان المتسلل..
والمرأة التي تكشف عن قسم من صدرها، أو من شعرها، أو من يديها؛ تكون قد تعدت الحدود الإلهية وانتهكت الحكم..
وبذلك يكون الحُكم اُنتهك جزئياً في الحجاب غير الشرعي، أو اُنتهك كُلياً في مسألة السفور..
(لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت)!..
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
واتمنى لكم التوفيق والمتعه والفائده دمتم في رعاية الله
ــــــــ يُتبع ــــــــــــ>>
*الكوثر* الرتبة
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 02/03/2008
موضوع: رد: الأنحراف في التعامل مع الجنس الأخر 5/3/2008, 09:12
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم يالله
فلنتابع الجزء الثالث والأخير من هذه المحاضره (التعامل مع الجنس الآخر) رابعا: مسألة المحادثة عبر الإنترنت:
أولاً: إن المؤمن إذا أراد أن يُراسل، أو أن يكتب، أو أن يتكلم، (لا بد أن يُعين الهدف من ذلك)، فنحن عبيد لله عز وجل.. انظر إلى التكليف الشرعي، إذا كنت لست مأموراً، بل منهياً في هذا الأمر.. فلماذا الدخول في هذا المجال؟.. ثانياً: إن طبيعة المرأة عندما تُعجب برجل عبر الأثير من خلال: شعره، ومن خلال كتاباته الأدبية، ومن خلال نصائحه.. فإن الخطوة الأولى أنها تحب أن ترى هذا الرجل الذي أُعجبت به، وهي لن تكتفي بهذا المقدار من المشاعر، التي قد تكتمها عن البشر، ولكن الله -عز وجل- مطلع على السرائر.. بعد ذلك وبالتدريج، يتم اللقاء وتقع فريسة لهذا المحتال.. وأغلب الزواجات التي تتم عبر هذه المحادثات، هي في معرض الانهدام.. لأن الرجل يبقى شاكاً في هذه الزوجة التي راسلته، ولعلها راسلت الكثيرين غيره، وبعد أن شبعت من هذا الرجل من الممكن أن تعيد الاتصالات القديمة التي لديها.. وعليه، فلنذكر أنفسنا بمسألة الفضيحة الإلهية، فرب العالمين يمهل ولا يهمل!.. كم قرأنا في أدعية أهل البيت (ع): (اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم)!.. فرب العالمين رؤوف بعبده، لا يهتك عصمته، ويبقيه في غلاف بينه وبين الناس، ولكن عند التمادي بالمنكر، فإن رب العالمين يعرف كيف يهتك هذه العصمة (إلهي!.. قد سترت علي ذنوباً في الدنيا، وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى..).. فسياسة الدفع أولى من سياسة الرفع، وسياسة الوقاية خير من سياسة العلاج.. ومن نوت بينها وبين ربها أن تكون مستقيمة في سلوكها، ينطبق عليها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ}. - إن على الزوجة أن لا تصلح نفسها بنحو المقايضة والمبادلة.. أي تصلح نفسها كي يصلح الزوج نفسه، فإذا ما أصلح نفسه، ترجع إلى ما كانت عليه من العصبية والمواجهة وطلب الانفصال.. بل ليكن التغيير لوجه الله عز وجل؛ أي عليها أن تكون أمة لله، وليكن الرجل عاصياً ليس عبداً!.. فإذا كانت أمة، فإن رب العالمين سيحول الرجل في يوم من الأيام إلى خاتم في أصبعها.. وهذا هو المجرب وليس شعاراً، فالقرآن الكريم في آية صريحة، يعد بأن يجعل في قلوب الناس الود لهذا الإنسان {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُداًًّ}.. ولليائسات من حياتهن الزوجية نقول: بأن الله -عز وجل- {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}.. وفي الحديث الشريف: (أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن) فهو تعالى. يحيي العظام وهي رميم..
أول مشاركاتي اتمنى لكم الفائده ..
خادمة الزهراء الرتبة
عدد الرسائل : 295 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/11/2007
موضوع: رد: الأنحراف في التعامل مع الجنس الأخر 5/3/2008, 17:08
محاضرة رائعة أنا أعشق محاضرات الشيخ وأتابعها باستمرار
مشكورة أختي الكريمة في ميزان حسناتك ان شاء الله
ولاتحرمينا من جديدك وابداعاتك
هديل الرتبة
عدد الرسائل : 2397 العمر : 38 وظيفتي : هواياتي : تاريخ التسجيل : 13/11/2007