عدد الرسائل : 83 الوظيفة : برمجة مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/01/2008
موضوع: ،،،، ما معنى حسين مني وأنا من حسين ،،،، 25/1/2008, 21:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
آجركم الله وأثابكم ... بمقتل سيد شباب اهل الجنه روحي لتراب مقدمه الفداء
ترى لماذا ينطق النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بهذا الوحي "حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط"؟. العاطفة منه تدفعه، أم مصلحةٍ تأخذه؟ لا ليس النبي بالذي تأخذه العواطف، إنما لتبيين ما هو واجب وتعريف ما هو مهم، حيث أن النبي صلى الله عليه وآله ما ذكر هذا الحديث إلا ليبين للناس ما سيجري على دينه العظيم. فحيث الضياع والتضييع لمبادىء الإسلام، وحيث الانقلاب الذي سيعم البلاد والعباد فلا يبقى من الدين إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، وها هو الفاسق يزيد بن معاوية ، قد حكم ثلاث سنين، فمات معاوية سنة ستين، وتولى هو رقاب المسلمين ظالما سنة الواحد والستين للهجرة، وبنفس هذه السنة قتل سيد شباب أهل الجنة وريحانة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسبى بنات الوحي وخدر الرسالة، وفي السنة الثانية والستين للهجرة أحرق أستار الكعبة، إذ حوصر فيها عبدالله بن الزبير وضربوه على رأسه وشجّت جبينه، فلما رأى الدماء تقطر من جبينه قال منشداً: ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن أقدامنا تقطر الدما
فهو الآن في حالة حزن وندم وأسى إذ لم تسفك وتسقط هذه الدماء مع الذين مضوا وسبقوا، كشهداء بدر وأحد أو مع الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، بل على أيدي جلاوزة يزيد لعنه الله، يهان ويضرب ويسفك دمه. وفي سنة ثلاث وستين للهجرة أباح يزيد المدينة وقتل ثمانين رجلا من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، وافتض ألف بكر من نساء المدينة، ووشم جباه ورقاب الناس بعبارة (عبيدٌ ليزيد بن معاوية). وهو لعنة الله عليه بهذا التصرف يرجع الناس إلى أيام الجاهلية الأولى بعدما غمرهم الله بنعمة الإسلام. فلهذا لم يكن هناك ليزيد ابن معاوية إلا الحسين بن علي بن أبي طالب، فاضحاً ومنتقماً ومحرراً للناس والدين، فحيث الناظر إلى يزيد من عموم الناس والمسلمين، وخليفة المسلمين بمعنى خليفة النبي الأكرم، وخليفة النبي يعني الممثل للنبي بعد غيابه وانقطاعه، فحينما يأتي الإمام الحسين بإقامة الصلاح ويريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولطالما لم يلتزم يزيد وأتباعه بمثل ذلك ولا بأي شكل من الأشكال، بل علاوة على ذلك ضيعوا حقوق المسلمين، وافسدوا عليهم دينهم. صار حقاً على الإمام القائم في الناس، أن يحفظ لهم دينهم ويعيد لهم حقوقهم التي سلبها يزيد وأتباعه، والواجب الشرعي يحتم على الإمام الحسين النهوض والوقوف بوجه الطغاة، ويكفي بذلك قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في حق الحسن وأخيه الحسين "إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا"
وفي حق الحسين بذات قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين: "أنت سيد وأبن سيد أنت إمام وأخو إمام وأبو الأئمة، وأنت حجة الله وأبن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم" وكذلك الحسين سبط من الأسباط إشارة منه صلى الله عليه وآله إلى أسباط بني إسرائيل حيث كان مع موسى عليه السلام، اثنا عشر سبطا بمثابة النقباء وكانوا أوصياء لموسى عليه السلام لقوله تعالى:"وقطعناهم اثنتي عشرة صلوات أمماً" ولسنا في هذا المقام بصدد إمامته صلوات الله عليه، إذا إن الأدلة النقلية والعقلية كثيرة مما لا يسعه المقام ويطول عنه الكلام، وذلك أمر مفروغ منه أنه إمام وحجة من قبل الله سبحانه وتعالى، ومن قبل النبي المصطفى ومن قبل أبيه أمير المؤمنين ومن قبل أخيه الإمام الحسن. فكما نص الله على النبي بالنبوة فوجب الإيمان بهال وكذلك لو نص النبي على وصاية وإمامة وولاية الإمام علي بن أبي طالب وأبنائه وجب الإيمان بذلك كله، وكما نص الإمام علي عليه السلام على إمامته وخلافة وولاية اخيه الإمام الحسين وجب الإيمان بذلك كله ولا مجال للجدال. والمعنى الذي يتجسد في قول النبي صلى الله عليه وآله: "حسين مني وأنا من حسين"
هو حفظ الدين على يد رجل من نفس النبي ومن دمه ولحمه، فقوله صلى الله عليه وآله مني، أي ابني وولدي، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله ذلك مراراً وتكراراً وفي مواضع عدة حيث قال: "إن جبرائيل أخبرني إن ابني هذا "يعني الحسين" مقتول وأنه اشتد غضب الله على من يقتله" فهذا من جهة قوله صلى الله عليه وآله مني، أما من جهة قوله وأنا منه فهذا معناه إن التصرف الذي يقوم به، هو أنا نفسي قائم به، والفعل الذي على يديد هو فعل يدي، فأنا منه بكل ما قال أو فعل، وبمعنى آخر مسؤول بكل ما فعل، فلذلك كان شعاره (أي الإمام الحسين) في الحرب، حرب الطف يا محمد، إذ لكل حرب لا بد من شعار يرفع ويردد، لكي يسمعه أصحابه ويرهب منه أعداؤه، فكان ينادي يا محمد بمعنى أنا ابن محمد فلم تقاتلوني، ومحمد مني، مطلع على ما سيصدر مني من الجهاد لكم والوقوف بوجوهكم، لإعلاء كلمة الله التي محقها يزيد بن معاوية. فلهذا نطق النبي بالوحي وما كان نطقه عن هوى