صحة الجنين وعلاقتها بنشاطه وحركاته في بطن أمه

من أجمل اللحظات في حياة الشابة الحامل للمرة الأولى أن تكتشف بأن الجنين في أحشائها قد اخذ يتحرك .. ومعظم الحوامل من هذه الفئة غالبا ما أخطان في التمييز بين حركات الجنين الأولى وقرقرة المعدة من غازات أو نحوها .. وهذا هو السبب في بروز الاصطلاح المتداول عن " تسارع " في حركة الجنين وهي حركة لا تميزها الأم الحامل للمرة الأولى في حياتها .. لا تميزها عادة إلا بين الأسبوعين الثامن عشر و العشرين من الحمل .

ولكن هذا الإحساس .. يكون أكبر لدى النساء اللواتي يحملن للمرة الثانية أو أكثر .. فالطفل الثاني لا ينشط للحركة قبل الطفل الأول .. ولكن الأم هي التي تميزها في وقت أبكر .

لا يني الطفل التحرك في بطن أمه طوال الليل .. لذلك الأم قد تحس بأنها لا تستطيع أن ترتاح ليلة واحدة بعد إن يتقدم حملها .. ولكن استمرار حركة الطفل رغم أنها قد تكون مصدر شيء من الإزعاج للحامل .. وهو بشرى طيبة دالة على أن كل شيء يسير على ما يرام وان الجنين صحيح الجسم .

يبدأ معظم الحوامل في الإحساس بحركات أجنتهن في حوالي الأسبوع العشرين من الحمل .. وبعدئذ ستتابع الحركات حتى لا تعود الحامل تخطئها فتعلم فور حدوثها أن الجنين يمارس حركاته اليومية .

ومنذ بدء إحساس الحامل بحركة الجنين يصبح الحمل نفسيا أقرب إلى الواقع وألصق بحياة الأم .. فقد تتصور الأم بعين الخيال أن طفلها يؤدي تمارين رياضية في رحمها .. ومع الأيام تشتد حركات الجنين وتزداد حتى تصبح ذات شأن مثير في حياة أفراد الأسرة جميعاً فوضع الزوج راحة يده على بطن زوجته كاف لجعله يحس بحركة الطفل , وعندما يثبت له بصورة جازمة أن هناك بالفعل طفلاً في أحشائها , وهذا الشعور يجعله مشاركا عمليا في الحمل وهي العملية التي كانت الزوجة تستأثر بها قبل ذلك الحين , وهو شعور مثير يملأ الزوج بهجة .

بل أن أطفال الأسرة أيضا تبهجهم هذه الحركات .. فهم يعلمون واقعياً عند الإحساس بها بان شقيقاً أو شقيقة أو أكثر في الطريق إليهم .. هذا مع العلم أن الجنين لا يبدي دائما تعاونا مع كل راغب في تلمس حركاته .. فهو لا يتحرك تلبية لآمر من أخ كبير وعلى كل الأحوال فان عنصر الإثارة لدى الأخوة والأخوات لا يكون عادة في نفس قوة حماس الأم والأب .

إن مستويات حركة الجنين تختلف اختلافا كبيرا بين طفل وأخر اختلافاً كبيراً بين طفل وآخر .. فبعض الأطفال هادئ نسبيا , بينما يكون سواهم بهلوانا منذ الصغر , ومع انه من الأمور الشائعة بين الأمهات الحوامل أن يحاولن التنبؤ بنوع الطفل أهادى هو أم كثير الحركة .. صبي أم بنت .. وذلك عن طريق مراقبة حركاته في رحم أمه .. فلا سبيل أمامها للوصول إلى الاستنتاجات الصحيحة عن طريق هذه المراقبة .. لذلك فلا صحة أبدا للافتراض بأن الجنين صبي لأنه كثير الحركة .. لأن مثل هذا الافتراض قائم على ما تعودنا هان يكون دور الصبي ودور البنت في الحياة الواقعية .

ولكن الشيء الصحيح هو أن لكل طفل دورة نشاط خاصة به , وفترات السكون أو الحركة التي يبديها قد تكون راجعة إلى طبيعة نشاط الأم نفسها : عاداتها الغذائية مثلا , كما أنها قد تكون تجاوبا مع الساعة البيولوجية الداخلية في جسم الجنين .. وهناك من الأمهات من يذكرن أن أطفالهن يزدادون حركة لدى محاولتهم النوم .. والواقع انه ليس واضحا بعد ما إذا كان ذلك دالاً على شكل واقعي من أشكال نشاط الطفل , أم أن الحامل تكون أقوى ملاحظة لحركات جنينها عندما تخلد إلى الهدوء .

وهناك احتمال أخر هو أن بعض الأمهات قد يكن أكثر تحسسا بحركات أطفالهن من أمهات أخريات .. ويبدو أكثر أن الحركات تكون أكثر وضوحا إذا ما شملت في آن واحد جذع الجنين وساقيه .. ولمدة الحمل دورها أيضا في هذا المجال لأن العدد اليومي لحركات الجنين يزداد بتقدم الحمل .

إن من المهم على كل حال أن تظل الحامل ولا سيما في الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها , منتبهة إلى استمرار حركات طفلها , فقد أثبتت الأبحاث أن حركات الجنين تعكس مقدار عافيته .. إذا تكررت حوادث الحركات الخفيفة أو انقطعت فقد يكون ذلك نذيراً بحدوث بعض المشاكل , لذلك يجب على الحامل إلا تتهاون في هذا الأمر بل أن تراجع الطبيب أو القابلة فورا.

وهذا السبب الذي يحمل الأطباء أحيانا على الطلب من بعض الحوامل مراقبة حركات أطفالهن يومياً .. بأن تضع الحامل جدولا بعدد مرات حركات الجنين خلال ساعة واحدة من الراحة يوميا .. وتقول دراسة أجريت على أمهات أتبعن هذه الطريقة أن الطفل الذي يتحرك أكثر من أربع مرات في الساعة تكون مشاكله أقل من مشاكل الطفل الذي يتحرك دون هذا العدد .

وهناك دراسة أخرى اشتملت على طريقة ثانية وهي أن تضع الأمهات ملاحظات ذهنية بحركات الجنين بدءاً من صباح كل يوم إلى أن بحصين عشرا من هذه الحركات ثم تدون لحظات السكون .. فإذا انقضت اقنتا عشرة ساعة دون أن يؤدي الطفل عشر حركات كان على الأم أن تراجع طبيبها .. وبحسب هذه الطريقة تبين أن الطفل الذي يتحرك أكثر من عشر مرات كل اثنتي عشر ساعة تقل احتمالات المشاكل لديه قياسا مع الطفل الأقل حركة .. وعلى كل حال فإن من المهم أن نأخذ في الحسبان أيضا أن هناك تباينا كبيرا في توتات حركة الأجنة أثناء الحالات الطبيعية للحمل .

ان طريقتي المراقبة هاتين مأمونتان بسيطتان ولا تكلفان شيئاً .. وحتى ولو لم تضع الأم بياناً رسمياً بعدد حركات طفلها , فان عليها أن تهتم بالمستوى العام لنشاط الجنين .. حتى إذا ما تناقصت هذه الحركات تناقصاً ملفتاً للنظر كان من الحكمة مراجعة الطبيب .

وتزداد أهمية مراقبة حركات الطفل ازدياداً خاصاً إذا كان الطفل معرضاً لاحتمالات هامة كأن تكون الأم مصابة بارتفاع الضغط الدم الشرياني أو مرض السكري . أو أن يكون قد سبق لها وضع طفل ميت .. أو إذا طال الحمل فوق موعده المحسوب أسبوعين .. أو إذا ثارت شكوك حول حدوث نمو غير طبيعي للجنين .

ففي كثير من هذه المواقف قد يوصي الطبيب بإتباع طريقة أخرى من طرق المراقبة مثل اختبار نشاط الجنين FATأو اختبار عدم الشدة NST وهذا نوع أعقد من أنواع الاختبار : يشد جهاز الكتروني بهدف مراقبة الجنين حول بطن الأم لتسجيل عدد دقات قلب الجنين . والقصد من هذه الاختبارات حاب نسبة دقات قلبه تجاوباً مع حركاته .. فكما أن دقات قلب الكبير تزداد بممارسة الحركات الرياضية فكذلك دقات قلب الجنين السوي ينبغي لها أن تزداد عندما يتحرك , فإذا تفاعل قلب الجنين تفاعلاً كافياً أطلق على الاختبار اسم " متفاعل " Reactive وإذا لم يتفاعل قلبه سميت النتيجة " غير متفاعل " Non-reactive .

إن متطلبات الاختبار الطبيعي أو المتفاعل تختلف بين طفل وآخر . ولكن بوجه عام ينبغي أن تسجل حركتان إلى أربع حركات خلال فترة عشرين دقيقة وهذه ترافقها زيادة كبيرة في عدد دقات قلب الجنين . فإذا لم تستوف تلك المتطلبات خلال العشرين دقيقة الأولى , استمرت التجربة .. لأن الجنين قد يكون في حالة استراحة آنذاك .. فإذا ما تبين بعد انقضاء عشرين دقيقة أخرى عدم كفاية تسارع دقات القلب أثناء التحركات المرافقة , اعتبر الاختبار " غير متفاعل " .. ولكن من المهم أن نلاحظ بأنه اختباراً غير متفاعل لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني مشاكل .. أو أنه سيعاني منها .. فنتيجة الاختبار هذه هي إشارة إلى أن الطفل قد يكون يواجه صعوبات .. ولكن ذلك لا يمكن الجزم به على أساس اختبار واحد .. لذلك قد يكون من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات .. عندها لا بد من إجراء الفحص الايكوغرافي للاطمئنان على صحة الجنين من حركة قلبه و تكوين أعضائه وأجهزة جسمه الداخلية وسلاماتها من العيوب والتشوهات الخلقية .. ويجرى هذا الفحص كل ثلاثة أشهر عادة ..

يستخلص من ذلك كله أن حركات الجنين أمر جدي لا بد من الانتباه إليه من قبل الأهل .. وذلك أثناء فترة الحمل كلها .. فهذه الحركات تدل على حالة الجنين الصحية .. ولا يعني الجنين بها إبقاء أمه مستيقظة أو إقلاق لراحتها بأن يمنعها من النوم والراحة والسكون كما يظن الكثيرون من الناس ..

الرتبة عدد الرسائل : 111 تاريخ التسجيل : 04/10/2010

مرة الموضوع يجنن .. فطوم كل ماتجي تبى تشوف البيبي يتحرك يقوم يعاندها ع قلبي وماتخلي سورة قران ماتقراها بس مافي فايدة .. مشكورة غدير على الموضوع الروعه ..

موضوع حلو والأحلى انه من عند اختنا العزيزة غدير

معلومات جديدة استفدت منها الله يعطيهم الصحة والعافية