عدد الرسائل : 86 مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/01/2008
موضوع: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 22/5/2008, 16:08
دخل معاذ بن جبل على رسول الله (ص) باكياً ، فسلّم فردّ عليه السلام ثم قال : ما يبكيك يا معاذ ؟!.. فقال : يا رسول الله !.. إنّ بالباب شاباً طريّ الجسد ، نقيّ اللون ، حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها ، يريد الدخول عليك ، فقال النبي (ص) : ادخِل الشاب يا معاذ فأدخله عليه ، فسلّم فردّ عليه السلام ، ثم قال : ما يبكيك يا شاب ؟!.. قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا ، إن أخذني الله عزّ وجلّ ببعضها أدخلني نار جهنم ؟.. ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا .
فقال رسول الله (ص) : هل أشركت بالله شيئا ؟.. قال : أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا ، قال : أقتلت النفس التي حرّم الله ؟.. قال : لا .
فقال النبي (ص) : يغفر الله لك ذنوبك ، وإن كانت مثل الجبال الرواسي ، فقال الشاب : فإنها أعظم من الجبال الرواسي .
فقال النبي (ص) : يغفر الله لك ذنوبك ، وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق ، قال : فإنها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق !.. فقال النبي (ص) : يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ، ومثل العرش والكرسيّ ، قال : فإنّها أعظم من ذلك ، فنظر النبي (ص) إليه كهيئة الغضبان ثمّ قال : ويحك يا شابّ !.. ذنوبك أعظم أم ربّك ؟.. فخرّ الشاب لوجهه وهو يقول : سبحان ربيّ !.. ما شيءٌ أعظم من ربّي ، ربّي أعظم يا نبي الله من كل عظيم !.. فقال النبي (ص) : فهل يغفر الذنب العظيم إلاّ الربّ العظيم ؟.. قال الشاب : لا والله يا رسول الله ، ثمّ سكت الشاب فقال له النبي (ص) : ويحك يا شاب !.. ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك ؟.. قال: بلى أخبرك : إنّي كنت أنبش القبور سبع سنين ، أُخرج الأموات ، وأنزع الأكفان ، فماتت جاريةٌ من بعض بنات الأنصار ، فلمّا حُملت إلى قبرها ودُفنت وانصرف عنها أهلها ، وجنّ عليهم الليل ، أتيت قبرها فنبشتها ، ثمّ استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها ، وتركتها متجرّدةً على شفير قبرها .
ومضيت منصرفاً فأتاني الشيطان فأقبل يزيّنها لي ، ويقول : أما ترى بطنها وبياضها ؟.. أما ترى وركيها ؟.. فلم يزل يقول لي هذا حتى رجعت إليها ، ولم أملك نفسي حتى جامعتها وتركتها مكانها ، فإذا أنا بصوت من ورائي يقول : يا شاب !.. ويلٌ لك من ديّان يوم الدين ، يوم يقفني وإيّاك كما تركتني عريانةً في عساكر الموتى ، ونزعتني من حفرتي وسلبتني أكفاني ، وتركتني أقوم جُنُبةً إلى حسابي ، فويلٌ لشبابك من النار!.. فما أظنّ أني أشمّ ريح الجنّة أبداً ، فما ترى لي يا رسول الله ؟.. فقال النبي (ص) : تنحَّ عني يا فاسق !.. إنّي أخاف أن احترق بنارك ، فما أقربك من النار !.. ثمّ لم يزل (ع) يقول ويشير إليه حتى أُمعن من بين يديه ، فذهب فأتى المدينة فتزوّد منها ثمّ أتى بعض جبالها فتعبّد فيها ، ولبس مسحاً وغلّ يديه جميعاً إلى عنقه ، ونادى : يا ربّ !.. هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول ، يا رب أنت الذي تعرفني ، وزلّ مني ما تعلم ، سيدي !.. يا ربّ !.. أصبحتُ من النادمين ، وأتيت نبيّك تائباً فطردني وزادني خوفاً ، فأسألك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيّب رجائي ، سيّدي !.. ولا تبطل دعائي ، ولا تقنّطني من رحمتك .
فلم يزل يقول ذلك أربعين يوماً وليلة ، تبكي له السباع والوحوش ، فلمّا تمّت له أربعون يوماً وليلة رفع يديه إلى السماء ، وقال: اللهم ما فعلتَ في حاجتي ؟.. إن كنت استجبت دعائي وغفرت خطيئتي ، فأوحِ إلى نبيّك ، وإن لم تستجب لي دعائي ، ولم تغفر لي خطيئتي ، وأردت عقوبتي ، فعجّل بنار تحرقني أو عقوبة في الدنيا تهلكني ، وخلّصني من فضيحة يوم القيامة.
فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه (ص) : { والذّين إذا فعلوا فاحشة } يعني الزنا { أو ظلموا أنفسهم } يعني بارتكاب ذنب أعظم من الزنا ، ونبش القبور ، وأخذ الأكفان ، { ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } يقول : خافوا الله فعجّلوا التوبة ، { ومن يغفر الذنوب إلاّ الله } ، يقول عزّ وجلّ : أتاك عبدي يا محمّد تائباً فطردته ، فأين يذهب ؟.. وإلى مَن يقصد ؟.. ومَن يسأل أن يغفر له ذنباً غيري ؟.. ثمّ قال عزّ وجلّ : { ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون } يقول : لم يقيموا على الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان {أولئك جزاؤهم مغفرة من ربّهم وجنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } .
فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) خرج وهو يتلوها ويتبسّم ، فقال لأصحابه : مَن يدلّني على ذلك الشابّ التائب ؟.. فقال معاذ : يا رسول الله ، بلغنا أنّه في موضع كذا وكذا ، فمضى رسول الله (ص) بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل ، فصعدوا إليه يطلبون الشاب ، فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين ، مغلولةٌ يداه إلى عنقه ، قد اسوّد وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه من البكاء ، وهو يقول : سيّدي !.. قد أحسنت خلقي وأحسنت صورتي ، فليت شعري ماذا تريد بي ؟.. أفي النار تحرقني ؟.. أو في جوارك تسكنني ؟.. اللّهم إنّك قد أكثرت الإحسان إليّ وأنعمت عليّ ، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري ؟.. إلى الجنّة تزفّني ؟.. أم إلى النار تسوقني ؟.. الّلهم إنّ خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ، ومن كرسيّك الواسع وعرشك العظيم ، فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة ؟.. فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكي ، ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع !.. وصفّت فوقه الطير !.. وهم يبكون لبكائه !.. فدنا رسول الله (ص) فأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه ، وقال : يا بهلول !.. أبشر فإنّك عتيق الله من النار ، ثم قال (ع) لأصحابه : هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ، ثم تلا عليه ما أنزل الله عزّ وجلّ فيه وبشّره بالجنّة .
كريم الرتبة
عدد الرسائل : 103 مزاجي : وظيفتي : تاريخ التسجيل : 05/02/2008
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 25/5/2008, 14:26
اللهم اجعلنا من التائبين المستغفرين
قصة مؤثرة تهز الأعماق
محمد الرتبة
عدد الرسائل : 86 مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/01/2008
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 26/5/2008, 09:06
الشكر لك أخي الكريم على مرورك
على الرد
الماسه الرتبة
عدد الرسائل : 101 العمر : 39 البلد : العراق الحبيب تاريخ التسجيل : 28/11/2007
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 27/5/2008, 17:48
قصه مؤثره فعلا
مشكور اخي على الطرح
Hussain الرتبة
عدد الرسائل : 30 تاريخ التسجيل : 06/04/2008
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 30/5/2008, 15:23
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم
قصة معبرة
خادمة الزهراء الرتبة
عدد الرسائل : 295 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/11/2007
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 15/8/2008, 19:11
قصة قرأتها قبل سنوات وتأثرت فيها وكانت نقلة نوعية لحياتي
لأني شعرت بأننا جميعا مهما كانت نوعية ذنوبنا ومع اختلافها من شخص لآخر الا اننا يجب ان نكون مثل هذا الشخص
الذي يسمى (بهلول) مهم جدا ان نسعى للتوبة باصرار وندم ومحاولة مستميته للرجوع للباري
وعدم العودة مجددا مهما كلف الأمر
تقبل تحياتي وشكري وتقديري لاختيارك الموفق جدا لهذه القصة المميزة
شوكولاته الرتبة
عدد الرسائل : 54 تاريخ التسجيل : 21/06/2008
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 23/8/2008, 12:51
شكرا لك على القصة المؤثرة والمبكية
محب الكرار الرتبة
عدد الرسائل : 149 مزاجي : وظيفتي : هواياتي : تاريخ التسجيل : 03/01/2008
موضوع: رد: قصة الشاب التائب الذي اغتصب فتاة ميتة 8/12/2008, 19:52
بوركت اخي العزيز على هذه القصة الرائعة
نور الولاية الرتبة
عدد الرسائل : 7 مزاجي : تاريخ التسجيل : 20/02/2012