والصلاه والسلام على اشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
احبائى جمهور الارسنال المخلص الجميل--يا من امنتم بفريقكم وتجمعتم حوله ولم تتأثروا بكل
ما كان يشوب الفريق حولكم من اتهامات وسخريه من الاعلام وتقليل من شأن الفريق,اكتب لكم ا
ليوم ونحن فى لحظه شديده وعصيبه,لحظه كانت تراودنى كثيرا وكانت تفزعنى اكثر كلما فكرت
فى حدوثها,لكنى اشتقت اليكم واشتقت للحديث معكم فقررت فى ظل ما يجوبنى من احزان
واحباطات ان اتوقف عن الصمت وابدء فى الحديث معكم بعد ان انعزلت عن العالم الخارجى
واغلقت على نفسى بابى واصبحت اخشى ان ادخل اى منزل اخر غير منزلى(arsenal) الممتلئ بأصدقائى
الذين لا يعرفونى ولا اعرفهم لكننا نجتمع على قلب واحد ,نجتمع على حب كيان واحد هو
الارسنال ,فلم اشعر بيدى وهى تقترب من كلمه "موضوع جديد"ولم اتمكن من ايقاف رغبتى
العارمه فى "الفضفضه"معكم لأنى واثق انه لن يفهمنى احد فى هذه اللحظه الا انتم.
ضغطت على "موضوع جديد" وانا لا اعرف ماذا سوف اكتب ,افكارى مبعثره, اهدافى
مشتته,يملئنى حزن ممزوج بغضب شديد بعد ان فقدنا الصداره امام الدّ اعدائى ,شعرت بالضعف
والحزن,ورأيت الشمس بعيده وهى تغرب فى السماء ,بعد ان كانت قريبه منى ,حتى انى كنت اشعر
بدفئها يملئ المكان ولم اكن افكر فى لحظه ان هذا الدفء ممكن ان يغيب وان يحل محله موجه
من الصقيع الشديد.
بدءت الشمس فى الغروب وانا اتسائل,لماذا هى راحله عنى؟كيف الحق بها ؟وفى ظل تفكيرى ان
كنت قادر على اللحاق بها واعادت الشعور بالدفء الى جسدى .
نظرت من النافذه ورأيت الضباب يملئ المكان ويبتلع شعاع الغروب الخافت حتى امتلئ المكان بالظلام وانتظرت ظهور البدر فى السماء فلم اجده؟! ياترى لماذا لم يأتى البدر؟ اختلست النظر الى ساعتى ووجدت ان الوقت
يقترب الى ساعه الفسق. فلم يأت البدر لأن الشمس لم تغيب بعد ,لكن ما يحجبنى عن رؤيتها هو
الضباب الذى ملئ المكان وجعلنى لا ارى سوى الظلام .فتأملت حالى للحظات ووجدت نفسى راكع
على ركبتى ونظرت امامى فوجدت يدى على عينى! وقد امتلئ كفى بالدموع.وحينها ادركت ان
كل هذا الضباب ليس سوى احزانى التى سيطرت على وجدانى وكيانى وملأت قلبى بالسواد الذى
انطبع على عينى فلم ارى سوى الظلام الكاحل انما هو الغضب الذى كان يجتاحنى وسيطر على
مشاعرى؟وفكرت من الذى اصب عليه كل غضبى وحزنى؟ انهم احبائى --انهم من رسموا البسمه
على شفتى انهم الاشخاص الذين احببتهم حتى دون ان يعرفوا اسمى.
بدأت افكر فى لحظات الفرحه والايام الجميله حينما كانت تغطينى اشعه الشمس بدفئها الجميل
ونورها الساطع يضيئ الطريق من حولى ويرشدنى نحو طريق المجد والسعاده.
تذكرت الايام الجميله التى عشناها هذا الموسم وفرحنا ورقصنا ورأينا هذه الابتسامه الجميله التى
اغرقها نور الشمس بهجه وفرحه,وكما اشركتكم فى احزانى قررت ان اشرككم فى ذكرياتى الجميله .
ARSENE WENGER
تذكرت اليوم الذى جاء فيه هذا الرجل بشعره البنى الكثيف من ارض السامورى اليابنيه فى موسم
1996 وكان الفريق مهلل متخبط والنادى يملئه الفوضى والتسيب وتكدست على الفريق اللندنى
"الممل" الديون ,ولكن وقف هذا الرجل صامد مثابر,اغلق على نفسه الباب,ولم يأبه لكل من سخر
من هيأته الغريبه وشعره الكثيف الذى يشبه مدرسين الثانويه ,وبدء فى بناء فريقه ولم يكتف
بذلك فقط بل انه استخدم خبرته الاقتصاديه فى الخروج بالنادى من كبوته الاقتصاديه التى كادت
ان تنهى تاريخ الفريق العريق,وبدء فى كتابه اسم "الارسنال" بحروف من ذهب فى سجل
التاريخ وحول الفريق من شيخ عجوز مفلس غير قادر على صعود سلالم المجد الى امرأه جميله
فى العشرينات من عمرها تفتن كل من ينظر اليها وتسحره بأسلوبها الجميل والرشيق فلا يقدر
منافسيها الا ان يقفوا لها احترام وتقدير لما تصنعه .
استطاع فينجر ان ينقل النادى من حاله الافلاس الاقتصادى والفنى الى نادى غنى بالمواهب
وخزائنه ممتلئه دوما ,واصبح النادى لديه امكانيات عالميه واصبح النادى قائد فى مجال تطور كره القدم .
بفضل ذكاء هذا الرجل الاقتصادى تمكن من ان ينقلنا من القلعه الصغيره الهايبرى الى عصرجديد لكى
يسجل الارسنال نفسه وبقوه فى قائمه عظماء اوروبا كأغنى انديه اوروبا مع انتقاله الى استاد
الامارات,فمثل هذه الخطوه لا يقدم عليها نادى الا اذا كان لديه امكانيات ماديه ضخمه جدا .
لكن هل الذكاء فقط قادر على كل ذلك؟
بالطبع لا فبجانب هذا الذكاء يوجد الحب والانتماء لهذا الكيان العريق ,ارسن فينجر لديه امكانيات
يحلم بها اى مدرب فى العالم واى نادى يحلم فى ان يمتلك مدرب مثل ارسن فينجر بأى ثمن ومع
توفير كل الامكانيات اللازمه لكن حب هذا الرجل لنا وعشقه للكيان الارسنالى منعه من التفريط فى
قضيته المؤمن بها التى ظل سنين طويله يكافح من اجلها ,ارسن فينجر اكبر من اى لقب بالنسبه
للارسنال واكبر من اى بطوله ولن نفرط فيه او نفقد ايمانه بهذا الرجل الذى يعتبر رمز لنا بسبب هزيمه جاءت نتيجه تسلل او بسبب هفوه فنيه.
ارجوكم ارفعوا اقلامكم عن هذا الرجل فلقد قدم لنا الكثير والكثير ابعدوا غضبكم عنه وتوقفوا عن جرحه والتقليل من شئنه لأنه اكبر من ذلك بكثير
ارسن فينجر سنظل ورائك دوما. IN ARSENE WE TRUST"
بعد هذا التفكير العميق فى ارسن فينجر ادركت مدى قيمه هذا الرجل وبدء غضبى يخف قليلا وبدءت عيناى تؤلمنى .
وبدء شريط فى رأسى فى الدوران :لقطات متفرقه لا اعرف ان احدد هويتها ,ابتسامات
وصرخات ,اشخاص يتحدثون ,كؤس تلمع,جماهير تهلل.مدرجات يغلب عليها اللون الاحمر, ناس سعيده ومهلله.
بدأت اركز اكثر ولم اللحظ تلك الابتسامه التى ارتسمت على وجهى.
فابريجاس يصرخ من الفرحه ويحتضن هليب
انها بدايه الرحله,اول مباراه فى الموسم خطء ليمان المضحك والفوز فى اللحظه الاخيره,لقد
كان لقاء جميل ,كم ضحكت فى نهايه المباره بعد ان احرزنا الهدف فى اخر دقيقه من عمر المباره(دمى نشف).
رأيت سيسك يحتفل بهدف بطريقه سينمائيه وزملائه يهرولون من خلفه ,انها الدقيقه 80 من عمر المباراه وارسنال يهزم الحصان الاسود مان سيتى على ملعب الامارات ويعتلى قمه الدورى للمره الاولى منذ سنين.
رأيت اديبايور فى تيشيرتاحمر يستلم الكره ويحرز هدف اكثر من رائع,فقد كان يحرز هدف
التعادل على ملعب العدو اللدود توتنهام ليعيد الارسنال للمباراه ويفوز باللقاء 3-1 ويقتل السبرز بحسرتهم
رأيت ارسنال وهو يدك حصون اشبيليه المصنف الاول اوربيا بثلاثيه نظيفه ويشق طريقه نحو دورى الابطال.
لقطه علقت فى رأسى طويلا وظللت افكر بها طويلا:انه الفتى الذهبى يباغت حارس مرمى ويجرى
نحو الجمهور ليلتحم بهم كأنهم جسد واحد وكأنهم اهله الذى اشتاق اليهم كثيرا فجرى نحوهم
وارتمى بين احضانهم كى يحصل على قسط من الحب والحنان لدى الجماهير الذين يمثلوا اهله
نعم انه الحب والاخلاص والعائله الواحده--نعم انها ليست شعارات وترانيم نرددها بل هى
الحقيقه نحن عائله واحده وهذا هو سر تفوقنا ---انه الحب
ليفربول-ارسنال 1-1
وليام جلس يصرخ سعيدا والجمهور ينفجر صارخا"ارسنال ارسنال"واللاعبين يجرون من
الفرحه---نعم لقد عبرت الكره خط المرمى لتعطى الارسنال جزء من حقه امام المغرور المتعجرف
المحظوظ احيانا مانشيستر يونايتد لكى يتعادل الارسنال 2-2 فى الدقيقه الاخيره من عمر اللقاء .
ارسنال فى موققف حرج ,انه فى استاد مرعب امام فريق مرعب--مهزومين 1-0 كما توقع
الجميع! لكن يالله الارسنال يقدم عرض اكثر من رائع شوط اول تاريخى ,وفلامينى يجرى كالمحارب وورأئه اديبابور لكى يتخطى الارسنال استون فيلا الشرس ويعود بقوه
صوره اتذكر احداثها بوضوح شديد واتذكر كل تفاصيلها كأنها تحدث امامى الان,انه فابريجاس
يسدد كره صاروخيه على يمين الحارس ويجرى نوح اخوانه انه فان بيرسى ينظر بأعجاب وحب
لصديقه--وفينجر يفرد زراعيه ليضم ابنه النجيب فابريجاس بعد ان وضع ارسنال فى
المقدمه امام الوحش ميلان و يطيح به من على عرشه الاوربى,لقد فعل ما عجز عنه مانشيستر
وليفربول وتشيلسى ,لقد قهر الاسد فى عرينه اتذكر كم كنت سعيد وفخور بهذا الانتصار وكيف
لى ان انسى نظرات الاعجاب فى عيون العالم كله بهذا الاداء الرائع التاريخى,لقد كانت من اكثر
اللحظات التى فخرت فيها بكونى ارسنالى(وما اكثر هذه اللحظات)
اخيرا فتحت عينى ونظرت امامى فأذا بالضباب لم يعد له وجود وادركت حينها ان من صنع هذا
الضباب هو انا---نظرت فى الافق فوجدت الشمس تقف بعيدا وهى ترحل فى بطء وكأنها تعثر
نفسها حتى اللحق بها ,فنهضت من على الارض وصرخت فى اعماقى"لا--لن تغيبى---لن تغيبى
يا شمس الارسنال ولن ترحلى الى الابد---انتظرينى انى قادم معكى الى المجد---لن تهزمنى