مزار السيدة خديجة بنت علي بن ابي طالب يقع هذا المرقد الشريف في وسط مدينة الكوفة المقدسة على الجانب الشمالي لمسجد الكوفة المعظم حيث يضم ذلك المرقد جسداً صغيراً لعلوية طاهرة هي بنت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
وكما يروي خدام هذا المرقد الشريف على لسان آبائهم وأجدادهم الذين توارثوا خدمة هذا المرقد على مر السنين .
حيث يقول الحاج عبد الحسين محسن يعقوب الكوفي المخزومي: بأن هذا المكان كان في عهد خلافة أمير المؤمنين
دكاناً للصحابي الجليل ميثم التمار (رضوان الله تعالى عليه) حيث كان يبيع التمر فيه، وكان الامام علي
كثيراً ما يجلس في دكان ميثم حيث كان يلقي إليه بالعلوم والمعارف الغيبية حتى سمي ميثم بصاحب علوم المنايا والبلايا لكثرة ما يختزنه من أسرار وعلوم استودعها فيه أمامه
وفي تلك الأيام توفيت بنت أمير المؤمنين السيدة خديجة وكان عمرها ستة أشهر وقيل ثلاث سنوات فقام الامام
بدفنها في دكان ميثم ليتسنى له زيارة قبر ابنته وزيارة صاحبه في آن واحد وكانت غايته من دفنها في دكان ميثم هو غلق أفواه الذين يقولون أن الامام
يمرّ على ميثم أكثر من ما يمرّ علينا. وكان قبر السيدة خديجة في عهد الامام
وبعده قبرا بسيطا متواضعا ولكن في عام 1894 م قام رجل هندي ببناء قبة على القبر لها ثمانية أركان ثم وضع عليه شباكاً خشبياً مشبكاً قام بنصبه آنذاك القائم على القبر المرحوم محسن يعقوب الكوفي المخزومي والد الراوي الحاج عبد الحسين .
وبقي القبر على تلك الحالة سنين طوال حتى آل القبر والبناء الذي عليه للسقوط حتى جاء عندها احد المحسنين من أهالي بغداد وهو محمود فليح الزويني البغدادي فقام بأعادة بناءه على هيكليته القديمة بالصورة التي عليها الآن ومازال القبر شامخاً بارزاً تحتدم على أعتابه جموع الزائرين والمصلين .
وفي دراسة حديثة قمنا بها حول المرقد الشريف من اجل الوصول إلى دقة الخبر. بحثنا في بطون كتب عديدة، ومنها كتاب (المعارف) للامين حرز الدين حيث ذكر في كتابه أن خديجة بنت علي بن ابي طالب
ولدت سنة 37 هـ وتوفيت في نفس السنة عن عمر يناهز ستة أشهر وان أمها هي آخر زوجات أمير المؤمنين
واسمها أم المحييات وكانت زوجة أحد المقاتلين قتل مع الامام في احدى الحروب فتزوجها الامام علي
وفي رواية إن أم المحييات هي ابنة امرؤ القيس خطبها الامام علي
من أبيها فأعطاها إلى الامام
فتزوجها فأنجبت له خديجة.
وذكر البغدادي في كتاب المحبر ( ص 55 ) وابن قتيبة في كتاب المعارف ( ص 205 ) والامين في كتاب اعيان الشيعة (ص 312 ) والمسعودي في مروج الذهب ذكروا في باب اسم خديجة بنت علي بن ابي طالب
أن خديجة كانت متزوجة من عبد الرحمن بن عقيل بن ابي طالب
وأنها ولدت له ولداً اسمه سعيداً .
هذا ما وجدناه ولعل الله سبحانه وتعالى يعيننا في المستقبل في كشف خبر هذه السيدة العلوية ومهما كانت الإخبار فهي بضعة الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
نتبرك بخدمتها ونثاب بزيارتها فهي سلام الله عليها، وكما يروي الكثير ممن زارها وطلب حاجته عندها انها موضع لأجابة الدعاء وباب للكرامات العلوية المشهورة والله من وراء القصد .