بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السيدة زينب (عليها السلام) تغيث زائرها
نقل لي أحد الأصدقاء الذي تشرفوا بزيارة السيدة زينب (ع) القصة التالية قائلاً:
كنت في مشهد السيدة زينب (ع) مشغولاً بالزيارة إذ أتت امرأة عراقية تضجّ وتبكي، وتلتجئ وتتوسل بالسيدة زينب (ع) وتقول: يا سيدتي لقد سرقوا مالي، وليس لي مال أرجع به إلى بلدي، فما افعل وأنا في بلد غربة؟
كانت المرأة تكرر ذلك وهي تضج وتبكي، فأثارت بذلك رحمة الناس واهتمامهم بقضيتها، فجمعوا فيما بينهم مالاً محترماً وقدّموه لها، لكنها أبت أن تأخذ ذلك المال، وقالت: إني لا أريد إلا مالي، ولا أريد مالي إلا من السيدة زينب(ع)، ثم استمرت في ضجّتها وبكائها، ولم يستطع أحد تهدئتها، ولا إقناعها بأن تأخذ المال الذي جمعوه بينهم وقدّموه لها.
واصلت المرأة العراقية ضجتها وبكاءها، وبث همومها وحزنها للسيدة زينب (ع) وبينما هي كذلك وإذا بامرأة سورية دخلت الحرم وأقبلت نحوها وقدمت لها محفظة فيها مال وقالت: أليس هذا مالك؟
صرخت المرأة العراقية لما رأت المحفظة وهي تقول: نعم، إنها محفظتي، فهل المال موجود فيها؟
قالت: نعم إن المال موجود فيه، فعديه.
فأخذت المرأة محفظتها وفتحتها وبدأت تعد النقود التي كانت فيها، فما أن أتمت عدها حتى صاحت وهي فرحة: نعم، انه تام ولم ينقص منه شيء، ثم شكرت المرأة على ذلك، وبعدها تقدّمت نحو ضريح السيدة زينب (ع) وقالت: شكراً لك يا سيدتي يا بنت أمير المؤمنين، أشهد إنك نعم الملاذ ونعم الملجأ، فانه لا يخيب من رجاكم، ولا يضيع من لجأ إليكم.
عندها أقبل الناس على المرأة السورية وسألوها: كيف حصلت على المحفظة، ومن أين علمت بأن صاحبتها في الحرم الشريف؟
قالت: إن صاحبة المحفظة زائرة عراقية وقد نزلت عندنا في الفندق في دمشق، ولنا في الفندق خدم يقومون بخدمة الزائرين، فاتفق أن إحدى النساء الخادمات دخلت الغرفة على الزائرة العراقية لتقوم بخدمتها، فرأتها نائمة ورأت محفظتها إلى جانبها وفيها نقود، فوسوس لها الشيطان فأخذته وخرجت.
بقيت الخادمة التي أخذت مال الزائرة كاتمة لما فعلت ونحن لانعلم بها، حتى قبل ساعة، إذ جاءتني بالمحفظة وهي تبكي وتقول: سيدتي التوبة لقد وسوس الشيطان لي فأخذت محفظة الزائرة العراقية وما فيها من مال وكتمت أمري عن كل أحد، وقبل قليل أخذتني غفوة وإذا بي أرى في المنام السيدة زينب (ع) وهي تأمرني بإيصال المال إلى صاحبتها، الزائرة العراقية، وتقول لي السيدة (ع): هي الآن في روضتي وحرمي، فأسرعي في ردّها إليها ثم هددتني وتوعدتني فيما لو لم أفعل ما تأمرني به، فانتبهت من غفوتي مرعوبة خائفة، وجئتك بالمحفظة، فتداركي يا سيدتي حالي وأوصليه إلى صاحبتها في السيدة زينب (ع).
فأخذت أنا بنفسي المحفظة وجئت مسرعة من دمشق إلى السيدة زينب (ع) لأوصلها إلى صاحبتها، فأتيت ورأيت الأمر كما وصفت.
وهذه القصة العجيبة الدالة على كرامة السيدة زينب (ع) ومقامها الكبير عند الله، حدثت إبان كنا في سوريا مع والدي (قده) ونحن في طريقنا إلى حج بيت الله الحرام، وذلك قبل حوالي نصف قرن من الزمان تقريباً.
من قصص مزارات العراق وسوريا للسيد محمد الشيرازي